هذا الكتاب ملحمة مثيرة ترسم الملامح المميزة للاقتصاد الأمريكي عبر سرد نسيجه روعة المغامرة ومآسي الأزمة. يضع المؤلف يده – بدءا من فجر الثورة إلى الكساد العظيم،فعصر الانترنت ومطلع الألفية الجديدة – على العناصر التي استمدت منها الأمة الأمريكية قوتها عبر السنين، وهو يجوب مسالك التاريخ الاقتصادي الحافل للولايات المتحدة منذ فجر صناعاتها الأولي، ويعرج على ابرز الأفكار والابتكارات والاختراعات التي جاد بها خيال مطلق العنان، كان دائما السبيل الفعالة للتصدي للازمات المالية والاجتماعية والسياسية التي عرفها هذا البلد في تاريخه القصير. ويري المؤلف أن كبرى نقاط قوة الولايات المتحدة لا تكمن في المجال العسكري،بل في ثروتها، وتوزع هذه الثروة بين شرائح واسعة من سكانها، وقدرتها على تعظيم الثروة، وإمكانية الابتكارية غير المحدودة في تطوير أساليب جديدة تفيد في استخدام تلك الثروة استخداما منتجا.
وليس الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصادات العالم فقط، بل أكثرها دينامية وقدرة على الابتكار. إذ كانت الولايات المتحدة مهد جميع نتاجات التقدم التكنولوجي التي شهدها القرن العشرين تقريبا، أعظم القرون في تاريخ التكنولوجيا. وعلى الرغم من ذلك فإن تاريخ الاقتصاد الأمريكي ليس سلسلة من الانتصارات المتعاقبة، ففي كثير من مراحل تاريخ الولايات المتحدة مر الاقتصاد بصعوبات بالغة كانت ستتفاقم وتخرج على السيطرة لو أن القيادة السياسية انتهت إلى الفشل كما كان مصير دول كثيرة.
باختصار، تحمل قصة "إمبراطورية الثروة" – كمعظم قصص الإمبراطوريات في التاريخ – طابعا ملحميا حافلا بالانتصارات والهزائم، بالجرأة والتردد، بالأفكار الجديدة والرواسب القديمة، بالعقلاء والحمقى، لكنها كانت في شطرها الأعظم ملحمة قادتها الملايين التي لم يقف في طريقها شيء، في سعيها إلى تحقيق مصالحها الذاتية في ظل حكم القانون، وهذا هو أساس الحرية.
رابطا التحميل