إذا شئنا أن نفهم تاريخ المغرب علينا ألا
ننسى الإلمام بطبيعة هذه البلاد ذات الماضي المميز. جزيرة المغرب:كثيرا ما
يتردد على مسامعنا التعبير العربي، جزيرة المغرب، مع أن المنطقة ليست
محاطة بالماء إلا من ناحية الشمال، في حين نحاصرها الصحراء جنوبا وتعزلها
أكثر مما بعزلها البحر الأبيض المتوسط.
أن البلدان القارية التي تتصل اتصالا حرا بما يحيط بها من شأنها أن تؤثر بلا هوادة في حياة الكرة الأرضية .
أما بالنسبة للمغرب فتختلف الحال نظرا
لعزلته البعيدة. ففيه امتد العصر الحجري أكثر من امتداده في أوروبا، وفيه
المغربي تأخر عن ركب الحضارة أكثر مم تأخر غيره من سائر شعوب الأبيض
المتوسط البيضاء.
يضاف إلى ذلك، أن أي حديث جديد في بلده
هذه سماته،ومن شانه أن يحدث تغييرا بعيد المدى فيه نحو من الاتساع لا
نعرفه في أوروبا. ولنلاحظ المناظر الطبيعية لنتأكد من ذلك. ففي فرنسا مثلا
لم تتغير الطبيعة كثيرا عما كانت عليه في الطور الرابع، وإن تغيرت فليس
إلى حد زالت فيه معالم الماضي تماما. وبوسعنا أن نتعرف في فرنسا اليوم إلى
ملامح بلاد الغال القديمة من حيث وجود النبات وحياة الحيوان….
الجزء الأولالجزء الثاني
الجزء الثالث (الأخير)